مجمع الخالدين
نشأة المجمع:
سبق إنشاء مجمع اللغة العربية محاولات أهلية لعمل مجمع لغوى منذ النصف الاول من القرن العشرين حتى تحقق ذلك فى سنة 1932.
كانت البداية الندوة التى عقدها "نادى دار العلوم" عام 1908، والتى تتابعت جلساتها خلال أسبوعين، وألقيت فيها بحوث للأساتذة حفنى ناصف، وحمزة فتح الله، ومحمد الخضرى، وطنطاوى جوهرى، وفتحى زغلول، تناولت العديد من قضايا الفصحى والعامية، والمُعرب والدخيل، وانتهت إلى قرار ينص على أن "يبحث فى اللغة العربية عن أسماء للمُسميات الحديثة بأى طريقة من الطرق الجائزة للغة"، فإذا لم يتيسر ذلك - بعد البحث الشديد - يُستعار اللفظ الأعجمى ويستعمل فى اللغة الفصحى بعد أن يعتمده المجمع اللغوى الذى يتألف لهذا الغرض.
وفى عام 1916 دعا الأساتذة أحمد لطفى السيد مع بعض العُلماء والأدباء إلى إنشاء مجمع لغوى أهلى بدار الكتب المصرية، التى كان مديراً لها، وقد أنشئ هذا المجمع وسُمى "مجمع دار الكتب" واختير الأستاذ الشيخ سليم البشرى رئيساً لهذا المجمع، والأستاذ أحمد لطفى السيد كاتب سره، وكان من أعضائه الأستاذ الشيخ أحمد الإسكندرى، والأستاذ الشيخ حمزة فتح الله، والأستاذ حفنى ناصف، ثم توقف هذا المجمع حين قامت ثورة 1919.
ونتيجة لسعى عدد من علماء العربية واهتمامهم بالمحافظة عليها، أصدر الملك فؤاد مرسوم ملكى فى 13 ديسمبر 1932 بإنشاء مجمع لغوى للمحافظة على اللغة والعمل على تطويرها وتيسيرها، وأن تكون وافية بمطالب العصر خصوصاً فى مجالا ت العلوم والفنون والآداب، والعمل على وضع مُعجم تاريخى لغوى، والعناية بدراسة اللهجات العربية الحديثة فى مصر وغيرها من البلاد العربية، وإصدار مجلة تنشر بحوثاً لغوية، والعناية أيضاً بتحقيق بعض نفائس التراث العربى التى يراها ضرورة لأعماله ودراساته اللغوية ولوضع المعاجم.
وقد مضى المرسوم الملكى على أن المجمع يتكون من عشرين عضواً عاملاً من بين العُلماء المعروفين بتعمقهم فى اللغة العربية أو ببحوثهم فى فقهها ولهجاتها دون تقيد بالجنسية، وبذلك اصطبغ مجمع القاهرة فى نشأته بصفة عالمية على غرار الأكاديمية الفرنسية، فضم أعضاء مصريين وغير مصريين من أشقائهم العرب ومن المُستعربين، وأجاز المرسوم الملكى اختيار أعضاء فخريين ومراسلين.
وفى 30 يناير سنة 1934م انعقدت أول جلسة لأعضاء المجمع مُستهلين بذلك دورتهم المجمعية الأولى، حين أخذوا فى وضع لائحته وتكوين لجانه، واستكمال أجهزته الفنية والإدارية، وكل ما يُهيئ للمجمع أداء رسالته المُبتغاة.
ومضى المجمع فى أعماله اللغوية والأدبية والعلمية، وأخذ ينمو نمواً مُطرداً بفضل أعضائه الذين أسسوه ومن خلفوهم، وواصل المجمع دوراته ومنجزاته فى مختلف المجالات بأعضائه وخبراته ومُحرريه فى لجانه ومجلسه ومؤتمره.
وفى مارس 1982 صدر قانون بإعادة تنظيم مجمع اللغة العربية، نص فيه على أن مجمع اللغة العربية هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية لها استقلال مالى وإدارى، وتتبع وزير التعليم العالى، ومقرها مدينة القاهرة.
وحدد أغراضه ووسائله التى جاءت فى مرسوم إنشائه، وله مجلس ومؤتمر ومكتب، ورئيسه هو رئيس مجمع القاهرة.
وحدد القانون كذلك أن للمجمع رئيساً ونائب رئيس وأميناً عاماً يختاره مجلسه من بين المرشحين من أعضائه واختصاصاتهم، وكذلك اختصاصات مجلس المجمع ومكتبه ولجانه وخبراته ومحرريه.